ذكر شوفيلد أهمية إتفاقية سايكس-بيكو، التي كانت تفاهمًا سريًا غير معلن بين المملكة المتحدة وفرنسا في تقاسم الهلال الخصيب، بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولي.

تمت هذه المفاوضات بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا بيكو والبريطاني مارك سايكس، لذلك اشتق اسمها من الإسمين، “ونحن الآن قريبين من 100 عام على هذه المعاهدة التي باتت بالية، وينبغي عقد اتفاقات جديدة ورسم خارطة جديدة وحدود جديدة”.

وأضاف: “للعراق موقع جغرافي سياسي مهم للمنطقة، لذلك جاءت أميركا في 2003 ”.

دور الإقتصاد

تحدث شوفيلد عن الممرات المائية المهمة عالميًا، تمر بها التجارات والبترول وغيره كما تحدث أيضًا عن أهمية الإقتصاد في الصراعات والنفوذ، وذكر مثالًا أسعار النفط، “فبينما كان قبل فترة وجيزة سعر برميل النفط الواحد أكثر من 100 دولار، هو الآن 50 دولارًا ومرشحًا للهبوط بشكل كبير، وفي التسعينات وصل سعر البرميل إلى 10دولارات، والبعض يتوقع نزوله إلى هذا السعر حيث العرض كبير والطلب أقل”.

صراع الإمبراطوريتين

عرض المحاضر خرائط للأمبراطورية العثمانية في أوج عظمتها، وخريطة للأمبراطورية الفارسية مذكرًا بالصراع الطويل بين هاتين الإمبراطوريتين للسيطرة والنفوذ والتجاوز في الحدود ومحاولاتهما السيطرة على الدول من أجل النفوذ وتحقيق المصالح.

وقال: “على مر التاريخ، كان هذا الصراع حاضرًا بين النفوذ الإيراني والنفوذ التركي، فمن جهة الشاه يري نفسه ملك الملوك ومن الطرف الآخر السلطان العثماني يحكم باسم الإسلام، وكان البريطانيون يدعمون الفرس في إمبراطوريتهم وتوسعهم، خصوصًا الشاه عباس الصفوي”.

تفشي الدولة الاسلامية

عرض خريطة لتنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته اليوم على مواقع كثيرة من مساحة العراق وسوريا، “فضلًا عن رغبته التوسع من خلال أنصاره في الدول الأخرى في واقع جديد يفرضها التنظيم والمخاطر التي يشكلها”. لكنه أشار إلى نقطة حساسة وهي المحاولات التاريخية السابقة في فصل الحدود بين سوريا والعراق، بحواجز خاصة يصعب تجاوزها، ولو كانت حصلت لما سهل عبور التنظيم بين الدولتين العراقية والسورية.

التقسيم

وفي سؤال حول نظرية المؤامرة، قال شوفيلد: “البعض يؤمن بنظرية المؤامرة والبعض لا يؤمن بها، لكن جزءًا منها واقع حقيقي عند قراءة الجغرافية السياسية”.

وجوابًا عن سؤال البعض عن الشرق أوسط الجديد، والخارطة الجديدة التي عرضتها صحيفة نيويورك تايمز، وفيها تقسيم العراق إلي ثلاثة أقسام، الكورد والشيعة والسنة، وكذلك سوريا إلى دول كوردية وعلوية وسنية، قال: “العراق كان ينظر إليه بمحافظات ثلاث بغداد والموصل والبصرة، واليوم يراد له التقسيم إلى ثلاث على أساس إثني وديني أو مذهبي، لكن في الحقيقة يجب النظر إلى المستقبل واحتمالاته وتأثير المتغيرات الخارجية على خريطة المنطقة، خصوصا بعد ظهور داعش، وربما تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ كما طرحته نيويورك تايمز وغيرها”.